العراق الذي نريده و العراق الذي يريدون!!

--------------------------------------------------------------------------------

العراق مهد الحضارات بنى فيه اجدادنا السومريون اول حضارة على الارض .. بنوا اول مدينة .. اول مدرسة .. اول قانون .. اول سلطة سياسية .. هاجمتهم الاقوام السامية المرتحلة (الاكديون) و عندما انتصروا عليهم تبنوا حضارتهم و استمروا بها فانشأوا بابل العظيمة .. و اشور العظيمة .. و على امتداد التاريخ بعد ذلك هوجم العراق من المناطق المحيطة به و امتزجت حضارة المهاجمين مع حضارة العراق الاصيلة.. كما اصبح العراق عاصمة للخلافة الاسلامية و مركزا مهما للمسلمين على اختلاف قومياتهم .. بلنتيجة اصبحت ارض العراق بلدا للحضارة و التسامح و العيش المشترك .. يعيش فيه المسلمين من سنة و شيعة و المذاهب الاخرى يعيش فيه المسيحي الكلداني و الاشوري و الكاثوليكي و الارمني و يعيش فيه اليهودي و اليزيدي و الصابئي المندائي.. جنبا الى جنب باخاء و محبة, و حيث ما سمحت اديانهم تزاوجوا فنرى كثرة من العوائل السنية-شيعية .. العربية-كردية .. الكردية-تركمانية.. ألاشورية-الكلدانية
في زمن الخلافة العباسية كان الصابئ الحراني (الصابئة الحرانيون لم يعد لهم وجود) يتبوء مناصب عالية في الدولة و في اول وزارة لدولة العراق الحديثة كان وزير المالية يهوديا..

وفي تاريخ الدولة العراقية الحديثة, للاسف ان قوى الاحتلال الاجنبي و القوى الدكتاتورية و القوى التي تسيس الدين سعت و تسعى لبث الفرقة من اجل دفع اجنداتهم و مصالحهم و ليس مصالح الشعب العراقي .. بل وصلت ببعض القوى الى ان تدعو و تثير الحرب الاهلية و هي جريمة كبرى راح ضحيتها مئات الالوف من اهل العراق و هجر الملايين.

ان العراق الذي يريده الخيرين هو عراق المحبة و التسامح عراق يتساوي الجميع فيه في الحقوق و الواجبات .. عراق يسمح للجميع في الايمان بما يريدون و بممارسة شعائرهم بدون مسائلة من احد ما داموا لا يؤذون احد .. ان مسألة الاديان هي مسألة شخصية بالاساس .. ماذا يفيدني او يضرني او ينفعي انا اذا كان جيراني شيعا او سنيا او مسيحيا او ملحدا؟ ما يضرني او ينفعني هو اخلاق هذا الجار ان كان خبيث مؤذي او حلوالمعشر وطيب. و ماذا يضرني او ينفعني اذا كان الوزير مسلما او مسيحيا .. كرديا او تركمانيا؟ ما يضرني او ينفعني هو كون الوزير كفؤ او غير كفؤ.. نزيه او غير نزيه.

نحن نريد عراقا يتسع للجميع و يعامل الجميع بالتساوي و لا يضع ضريبة على عقائد الناس و ضمائرهم و حريتهم في التفكير و التعبير.

ما تريده قوى الشر هو عراق مفكك دائم الصراع بين مكوناته من اجل ان يفرضوا سيادتهم عليه